فصل: بيت مديني السبحي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **


 حرف اللام

 بيت اللؤلؤي

‏"‏بيت اللؤلؤي ‏"‏ ‏"‏ نسبة إلى اللؤلؤ ‏"‏‏.‏

وقد سبق ذكرهم في بيت شقلبها من حرف الشين‏.‏

بيت اللعبي ‏"‏ بيت اللعبي ‏"‏ لم أقف على حقيقة هذا اللفظ‏.‏

وأصلهم الحاج علي بن محمد اللعبي المغربي الفاسي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1120‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا صاحب ثروة عظيمة وسافر إلى الهند لأجل التجارة‏.‏

ثم رجع إلى المدينة المنورة‏.‏

وصار مشدًا بباب الحجرة الشريفة وجوربجيًا في النوبجتية‏.‏

وتوفي سنة 1145‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا المقتول بالرصاصة في المنارة الشكيلية في الفتنة المشهورة خطأ‏.‏

فأما محمد المزبور فنشأ على طريقة والده‏.‏

وصاهر الشيخ قاسمًا الرفاعي وزوجه بنته وولدت له عدة أولاد منهم‏:‏ عمر وعلي وعثمان وحسن وآمنة وحفصة زوجة خير الدين إلياس‏.‏

فأما عمر المزبور فصار جوربجيًا في النوبجتية ومشدًا بباب الحجرة النبوية وظيفة أبيه وجده‏.‏

وتولى أمين بندر ينبع وأتعب الناس في حبوبهم فلقبوه بمتعب‏.‏

وتعاطى الفلاحة فأضاع ماله وحاله‏.‏

وتوفي سنة 1196‏.‏

وله أولاد من فاطمة بنت أحمد قاشقجي‏.‏

وأما علي فتوفي أيضًا سنة 1191‏.‏

وأما عثمان وأختاه فموجودون الآن‏.‏

وأما حسن المزبور فقتل بالرصاص في الفتنة الواقعة غاية شعبان سنة 1173‏.‏

بيت اللبلبي ‏"‏ بيت اللبلبي ‏"‏ ز أصلهم السيد عثمان اللبلبي الديار بكرلي الرومي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 100‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الله وعبد الرحمان‏.‏

فأما عبد الله فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وصار صائغًا‏.‏

وكان يعالج صنعة الكيمياء فلم تحصل له‏.‏

وأضاع فيها جملة أموال‏.‏

وكان صاحب سوداء حتى كان يمشي بعض الأحيان في السوق بغير عمامة وحالة رثة ليس لها كرامة‏.‏

وتوفي سنة 1187‏.‏

وأما السيد عبد الرحمان المزبور فنشا نشأة صالحة‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا مشهورًا بالشجاعة فصار كتخدا القلعة السلطانية فظهرت منه الأفعال العجيبة والأحوال الغريبة‏.‏

وكان صاحب شهامة ومروءة وكرامة‏.‏

وصارت في أيامه حروب كثيرة لا يسع ذكرها هذا الموضع ولكنها شهيرة إلى أن قتل شهيدًا مظلومًا مغدورًا وهو جالس في نخله الذي شرع في عمارته وإنشائه بجزع السيح وهو على حين غفلة يوم الخميس في 17 جمادى الأولى سنة 1145‏.‏

ورماه الرافضة المشهورون وهم بنو علي سكان العوالي - قبحهم الله تعالى - برصاصة فمات في الحال - رحمة الله عليه -‏.‏

وصارت في المدينة المنورة يومئذ غوغاء عظيمة واتهم بوهمهم الفاسد أهل القلعة الشريرون السيد عبد الله أسعد المفتي بأنه هو الذي علم البادية بذلك‏.‏

وحاشى وكلا أن يتصف بأقل من هذا‏.‏

وإنما هو شيء في أنفسهم أبدوه فهجموا على السيد المذكور بداره ‏"‏ في ‏"‏ الحديقة المعروفة بالقاضية وضربوه نحم إحدى عشرة ضربة بالسلاح‏.‏

ولكن العمر باق وقتلوا عبيده وفرسه‏.‏

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‏.‏

فأخفاه أهله وحملوه إلى الحساء في سحلة‏.‏

وجلس هناك وعنده أهله مدة أربعة أشهر حتى أراد الله شفاءه فأراد السفر إلى الدولة العلية لأجل ذلك فلما استحسوا بأنه مسافر خافوا منه فطلعوا ببياض الناس وتوجهوا عليه فقبل ذلك ونزل إلى المدينة المنورة في منصبه‏.‏

‏"‏ وأعقب السيد عبد الرحمان المذكور ولدين‏:‏ السيد صالحًا والسيد عبد الرحمان اللبلبي فمات

 حرف الميم

 بيت مديني السبحي

‏"‏ بيت مديني السبحي ‏"‏‏.‏وقد سبق الكلام عليه في حرف السين‏.‏

بيت مديني جاوش ‏"‏ بيت مديني جاوش ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج محمد المغربي‏.‏

قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1090‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا‏.‏

وتوفي وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد سعيد فنشأ على طريقة والده‏.‏

وصار في وجاق النوبجتية‏.‏

وكان صاحب أخلاق رضية‏.‏

وتولى جاوشًا مدة مديدة‏.‏

ثم عزل وصار جوربجيًا‏.‏

وتولى أمين بندر ينبع‏.‏

ثم عزل ورجع جاوشًا إلى أن توفي سنة 1158‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد وعبد الله‏.‏

فأما أحمد المزبور فصار من وجاق النوبجتية ‏"‏ وصار كاتب بيت مال السلطان‏.‏

وصار جوربجيًا ومحتسبًا‏.‏

وهو رجل كامل لا بأس به‏.‏

وأما عبد الله فتولى جاوشًا في النوبجتية ‏"‏ مدة مديدة‏.‏

ثم تولى كتخدا النوبجتية سنة 1156 أولاه محمد باشا والي الشام‏.‏

ولكل منهما أولاد وبنات‏.‏

‏"‏ بيت المكحل ‏"‏‏.‏

أصلهم الخواجة محمد عارف وأخوه الخواجة جمال الدين الهندي الفتني الشهير بالمكحل‏.‏

قدما إلى المدينة المنورة سنة 1150‏.‏

فأما الخواجة محمد عارف المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى التجارة في القماش‏.‏

وصار صاحب ثروة عظيمة‏.‏

وهو موجود اليوم‏.‏

وله أولاد‏.‏

وأما جمال الدين المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا ويتعاطى البيع والشراء في القماش‏.‏

وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة‏.‏

وتوفي فجأة في صلاة العصر وهو ساجد سنة 1183‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ ‏"‏ ولى ‏"‏ الموجود اليوم‏.‏

بيت ما في شيء ‏"‏ بيت ما في شيء ‏"‏‏.‏

أصلهم عثمان أفندي السرايلي الرومي الملقب بما في شيء أفندي‏.‏

وسبب هذا اللقب أنه لما كان في السراية السلطانية لا يعرف غير هذه الكلمة من العربية‏.‏

فلقب بها لكثرة ما يكررها دائمًا‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1170‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا يحفظ القرآن العظيم ويدارسه في الحرم النبوي‏.‏

وهو من احسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين‏.‏

وتزوج على زوجة محمد سعيد شحاته وربى أولاده وبناته أحسن تربية‏.‏

وأنفق عليهم وزوجهم كلهم‏.‏

وكان لهم أعظم من والدهم‏.‏

وبيننا وبينه صحبة ومحبة‏.‏

وله ولد من أم الأولاد المزبورين‏.‏

بيت ميارة ‏"‏ بيت ميارة ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج محمد بن عبد الله المغربي الفاسي الشهير بميارة‏.‏

ولم أقف على حقيقة هذا اللفظ‏.‏

قدم المدينة المنورة وكان رجلًا مباركًا عاقلًا‏.‏

وكان يتعاطى بيع القماش في دكانه في الحدرة‏.‏

وكان من أحسن المجاورين‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ خديجة زوجة شيخنا محمد الطيب والدة محمد مكي وفاطمة زوجة محمد أفندي الركوبلي والدة عبد الرحمان‏.‏

بيت مصلوا ‏"‏ بيت مصلوا ‏"‏‏.‏

أصلهم عثمان جلبي الرومي الشهير بمصلوا‏.‏

قدم المدينة المنورة صغيرًا‏.‏

وزوج أخته على نور الله آغا دزدار القلعة السلطانية والدة عائشة وخديجة الموجودتين اليوم‏.‏

‏.‏

‏.‏

فأما عائشة زوجة محمد كتخدا فلبلى فله منها بنت‏.‏

ولها من مصطفى آغا دزدار القلعة السلطانية زوجها الأول وله يدعى ‏"‏ محمد آغا ‏"‏‏.‏

وهو موجود اليوم‏.‏

وصار بيرقدار الإسباهية‏.‏

وأما فاطمة المزبورة ‏"‏ ف ‏"‏ زوجة مصطفى أدنوي والدة بناته زوجة أبي بكر وعثمان المزبورين أعلاه‏.‏

وأما عثمان المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا كثير المزاح دائم الانشراح لطيف الذات ظريف الصفات‏.‏

وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة‏.‏

وصار جوربجيًا في القلعة السلطانية‏.‏

وتولى ترجمانًا للقاضي مدة مديدة‏.‏

وسافر إلى الديار الرومية وحصل له قبول وإقبال فرجع إلى المدينة المنورة بجملة من المال‏.‏

وتوفي سنة 1160‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبو بكر جلبي‏.‏

ونشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة‏.‏

وهو من أحسن الرجال أهل الكمال‏.‏

وصار جوربجيًا في القلعة السلطانية مدة مديدة‏.‏

ثم تولى كتخداها مدة مديدة إلى أن جاء الشريف إلى المدينة فقبض عليه وولده الذي ليس له غيره‏.‏

وسار بهما إلى مكة المكرمة وحبسهما فماتا في الحبس - رحمة الله تعالى عليهما - سنة 1195‏.‏

وبموتهما انقرض هذا البيت من أولاد الذكور‏.‏

بيت مشد المرادية ‏"‏ بيت مشد المرادية ‏"‏‏.‏

أصلهم أحمد آغا الأنطاكي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1150‏.‏

وهو رجل كامل عاقل لا بأس به من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين‏.‏

و صار صاحب ثروة كبيرة واشترى دارًا كبيرة بخط البلاط من الجوربجي سليمان يلنز بنحو 4000 غرش‏.‏

واشترى كثيرًا من التعلقات والمعاليم والجرايات‏.‏

وصار في وجاق الإسباهية‏.‏

وتزوج أم السعد بنت الشيخ يحي الجامي‏.‏

وله منها أولاد‏.‏

بيت الموصلي ‏"‏ بيت الموصلي ‏"‏‏.‏

أصلهم صاحبنا الحاج عبد الله الموصلي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1170 وهو رجل كامل عاقل‏.‏

سافر إلى بغداد وبلده الموصل‏.‏

ثم رجع إلى المدينة ‏"‏ وسافر ثانية إلى الديار الرومية‏.‏

ورجع إلى المدينة ‏"‏ النبوية مسرورًا مجبورًا‏.‏

وبيننا وبينه صحبة ومحبة‏.‏

وهو موجود اليوم‏.‏

وله أولاد وبنت‏.‏

بيت المنوفي ‏"‏ بيت المنوفي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى المنوفية مدينة مشهورة بالديار المصرية‏.‏

وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1100 العلامة الفهامة الشيخ حسن بن محمد المنوفي المصري‏.‏

وكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا شافعي المذهب‏.‏

ثم قلد مذهب أبي حنيفة‏.‏

وتولى الإفتاء بالمدينة الشريفة بعد عزل السيد أسعد أفندي‏.‏

وتولى نيابة القضاء في سنة 1117‏.‏

وتولى وظيفة قراء الحديث يوم المولد الشريف على الكرسي المنيف بخمسين أحمر‏.‏

وهي باقية إلى اليوم في أولاده وأولاد أولاده‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ حسنًا ومحمدًا‏.‏

فأما حسن المزبور فتوفي شابًا عن غير ولد‏.‏

وأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وكان رجلًا فاضلًا عاقلًا متحركًا متكلمًا ومن أهل الشهامات والمروءات‏.‏

ولا عيب فيه إلا أنه قليل حظ‏.‏

وعلى الحظ لا عليه الملام‏.‏

وسكن قبا‏.‏

وصار خطيبًا وإمامًا إلى أن توفي سنة 1153‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد ومنصورًا‏.‏

فأما أحمد فنشأ على طريقة والده‏.‏

وسافر إلى الروم ومصر والشام‏.‏

ورجع إلى المدينة صفر اليدين‏.‏

ولم يبلغ المرام‏.‏

وتوفي سنة 1183 عن ولد‏.‏

وأما منصور ‏"‏ المزبور ‏"‏ فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وتوفي شابًا عن غير ولد سنة 1186‏.‏

بيت مغلباي ‏"‏ بيت مغلباي ‏"‏‏.‏

أصلهم الأمير قاسم مغلباي الرومي من أمراء الجراكسة بالديار المصرية‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 980‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا‏.‏

وتوفي سنة 1010‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محي الدين‏.‏

ومولده سنة 1000‏.‏

وكان رجلًا فاضلًا وصار خطيبًا وإمامًا‏.‏

وعمر الدار الكبرى التي بخط الساحة وأوقفها على أولاده‏.‏

وتوفي في حدود سنة 1085‏.‏

وتولى نيابة القاضي مرارًا‏.‏

وكانت سيرته حسنة وسريرته مستحسنة‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبا السعود وأبا الغيث ومحي الدين‏.‏

وكلهم أجلاء‏.‏

فأما أبو السعود فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وصار خطيبًا وإمامًا‏.‏

وتولى نيابة القاضي مرارًا عديدة‏.‏

وكان حسن الخط والحظ‏.‏

وعمر الحديقة المعروفة بالصديقية الصغيرة بجزع العوالي‏.‏

وأوقفها على أولاده‏.‏

وهي بأيديهم ‏"‏ إلى ‏"‏ اليوم‏.‏

وتوفي سنة 1123‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ قاسمًا وزين العابدين وستيته المتوفاة بكرًا في سنة 1154‏.‏

فأما قاسم فكان رجلًا لطيف الذات كثير المزاح مع الأصحاب‏.‏

وتوفي شابًا في سنة 1143‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبو السعود‏.‏

ومولده في سنة 1140‏.‏

وباشر الإمامة‏.‏

وكان حسن الهيئة لطيف الذات‏.‏

وتوفي شابًا سنة 1168‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ قاسم‏.‏

الموجود اليوم وهو أشبه الناس بأبيه ‏"‏ ومن يشابه أبه فما ظلم ‏"‏‏.‏

وأما زين العابدين والد يحي المشهور بالنوار لأنه تعاطى صنعة النورة‏.‏

تعلمها من خاله علي وأما أبو الغيث فكان رجلًا فاضلًا أديبًا بارعًا‏.‏

وصار خطيبًا إمامًا‏.‏

وتولى نيابة القاضي وكتابة المحكمة‏.‏

ورأيت له بعض حكايات من نظم ونثر‏.‏

وتوفي وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد وعبد الرحمان وفاطمة‏.‏

فأما أحمد فمولده سنة 1070‏.‏

ونشأ نشأة صالحة وطلب العلوم وبلغ منها ما يروم‏.‏

ورحل إلى البلاد الهندية‏.‏

وكان ذا نفس أبية‏.‏

بلغني أنه لما دخل ديوان السلطان جلس في الموضع الذي يجلس فيه السلطان‏.‏

فقيل له‏:‏ إن هذا محل السلطان ولا يمكن أن يجلس فيه أحد أبدًا‏.‏

فقال لهم‏:‏ وما عسى أن يكون مكانه‏!‏ وطئت بقدمي هذا منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر السلطان بكلامه فلم يبالغ في إكرامه‏.‏

ثم رجع إلى المدينة المنورة فيقال‏:‏ إنه قال في أول خطبة خطبها يوم رجوعه من بلاد الهند‏:‏ الحمد لله الذي أعادنا إلى هذه الأوطان وأعاذنا من كل شيطان ومن عبدة الأصنام والأوثان‏.‏

وكان يغلب عليه السوداء حتى ابتنى كشكًا في سطح داره‏.‏

وجلس فيه واعتزل عن الناس إلى أن توفي سنة 1134‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبا الخير ومحيي الدين‏.‏

فأما أبو الخير فمولده سنة 1115‏.‏

ونشأ نشأة صالحة‏.‏

وطلب العلم‏.‏

ورحل مع والده إلى الديار الهندية‏.‏

وصار خطيبًا وإمامًا وكان عصره في الخطب وعلم الأدب‏.‏

وتوفي 1164 وأعقب من الأولاد فاضلة وخديجة الموجودتين اليوم وأما محيي الدين فمولده سنة 1120 ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف وصار خطيبًا وإمامًا ومدرسًا‏.‏

وسافر إلى الديار الهندية‏.‏

وصار مفتي الحنفية بعد وفاة المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مدة يسيرة‏.‏

وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومودة شديدة‏.‏

وتوفي سنة 1188‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبا الخير وهو موجود اليوم‏.‏

وأما عبد الرحمان بن أبي الغيث فكان رجلًا مباركًا جدًا‏.‏

وكان الناس يلقبونه الخطيب الدشيشة لكونه إذا خطب يسرد الخطبة ويستعجل في الصلاة فتفوت كثيرًا من الناس‏.‏

وكان له ولد يسمى أبا اليسر أسرة النصارى وهو مسافر في بحر الروم‏.‏

وتوفي بمالطة سنة 1166‏.‏

وتوفي الخطيب عبد الرحمان المزبور سنة 1152‏.‏

وأما محي الدين بن محيي الدين بن قاسم فكان رجلًا مباركًا‏.‏

وكان كاتب المحكمة‏.‏

وخطه رديء جدًا لا يكاد يقرأ‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد سعيد‏.‏

وكان إمامًا‏.‏

وكان فقير الحال‏.‏

وتوفي سنة 1137 ولم يعقب‏.‏

بيت مكيتل ‏"‏ بيت مكيتل ‏"‏‏.‏

تصغير مكتل‏.‏

أصلهم الشيخ محمد مكيتل اليمني‏.‏

يقال‏:‏ إنه من ذريته بيت الولي الكبير القطب الشهير الشيخ أبي الغيث بن جميل - نفعنا الله به في الدارين‏.‏

- وقد زرته في رحلتي إلى اليمن الميمون في سنة 1172‏.‏

وكان فقيهًا يعلم الصبيان القرآن في مكتب الظاهرية وفي مكتب إبراهيم أفندي الدفتردار‏.‏

ولكل من المكتبين معلوم في الرومية الجديدة‏.‏

ولم تزل هاتان الوظيفتان في أولاده إلى أن فرغ بهما الشيخ سعيد مكيتل في سنة 1120‏:‏ فرغ بوظيفة معلم مكتب الظاهرية للآغوات وفرغ بوظيفة معلم أطفال مكتب إبراهيم أفندي الدفتردار لوالدنا المرحوم‏.‏

وتولى مشيخة زاوية العارف بالله سيدي الشيخ أبي الغيث بن جميل‏.‏

وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم في زقاق الحمزاوي‏.‏

وقد خربت الآن وتعطلت‏.‏

وقد أدكنا في ذريته الشيخ علي بن قاسم بن أبي الغيث‏.‏

وكان رجلًا مباركًا صالحًا‏.‏

وتولى وظيفة الآذان يوم السبت في المنارة الريسية‏.‏

وصار ريسًا‏.‏

وكان حسن الصوت جدًا ذا شيبة حسنة وهيئة مستحسنة‏.‏

بلغني أنه رؤى في المنام في أحسن حاله من الكمال والجلالة‏.‏

فقيل له‏:‏ ما فعل الله بك فقال‏:‏ غفر لي بسبب ليلة مشتية باردة مظلمة ممطرة أذنت في سحرها بعد طلوع فجرها‏.‏

وقد عمر الريس المزبور‏.‏

وتوفي في ذي الحجة الحرام سنة 1142‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبا فأما أبو الغيث فمولده سنة 1126 ‏"‏ ونشأ نشأة صالحة في غاية الكمال‏.‏

وقد صار شيخ الرؤساء في سنة 1189‏.‏

وتوفي سنة 1192 ‏"‏‏.‏

وأعقب من الأولاد علي‏.‏

ومولده سنة 1156‏.‏

ونشأ نشأة صالحة‏.‏

وفاق أبا وجده‏.‏

وقد اشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم‏.‏

وباشر وظيفة الآذان بالمنارة الكبرى يوم السبت‏.‏

وصار نائبًا للأئمة الشافعية بروضة خير البرية‏.‏

وله أولاد موجودون اليوم‏.‏

وأما قاسم فمولده سنة 1128‏.‏

ونشأ نشأة صالحة مثل أخيه وزيادة‏.‏

وسافر إلى اليمن وزار جده الولي المشهور‏.‏

ورجع إلى المدينة المنورة وصار يباشر وظيفة الأذان بالريسية‏.‏

وكان له صوت حسن جدًا‏.‏

وتوفي سنة 1194 بعد أن صار شيخًا على الرؤساء بعد أخيه‏.‏

وله من الأولاد‏:‏ محمد سعيد‏.‏

وقد باشر وظيفته أيضًا‏.‏

وهو في غاية الكمال من أحسن الرجال‏.‏

وسافر إلى الديار الرومية‏.‏

ثم رجع مسرورًا إلى المدينة المنورة‏.‏

وله صوت أيضًا حسن جدًا ‏"‏ كأنه ‏"‏ موروث فيهم‏.‏

وأما أبو السرور فمولده سنة 1140‏.‏

وهو رجل مبارك جدًا باق على الفطرة وقد باشر وظيفة الأذان أيضًا‏.‏

وهو موجود الآن‏.‏

وله عدة أولاد وبنات‏.‏

وهو في غاية ما يكون من فقر بيت المشاط ‏"‏ بيت المشاط ‏"‏‏.‏

نسبة إلى عمل الأمشاط أو بيعها‏.‏

أصلهم الحاج عربي المشاط المغربي الفاسي الأندلسي الأصل‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1140‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وكان صاحب ثروة عظيمة‏.‏

لكنه في غاية التقشف إذا رآه الرائي يظنه فقيرًا‏.‏

وكان ملازمًا على الجماعات إلى أن مات في سنة 1155‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وأحمد وفاطمة زوجة تاج الدين إلياس‏.‏

فأما محمد فهو رجل كامل عاقل‏.‏

سافر إلى الديار المصرية مرارًا لأجل التجارة فلم ينتج بشيء غير الخسارة‏.‏

ثم اشتغل بالفلاحة فلم يفلح‏.‏

وكل ذلك من قلة الحظ‏.‏

وعلى الحظ لا عليه الملام‏.‏

وهو موجود اليوم‏.‏

‏"‏ وله من الأولاد‏:‏ عربي‏.‏

وهو أشبه بوالده كثير الحركة قليل البركة‏.‏

وهو موجود اليوم ‏"‏‏.‏

وأما أحمد المزبور فهو رجل مبارك يعتريه الصرع في بعض الأوقات - عفانا الله منه -‏.‏

وقد أضاع جميع المال الذي خلفه له أبوه‏.‏

إلا بعض تعلقات باقية وهو موجود اليوم وله أولاد‏.‏

بيت المدرس ‏"‏ بيت المدرس ‏"‏‏.‏

أصلهم محمد علي المدرس الرومي‏.‏

قدم والده إبراهيم إلى المدينة المنورة‏.‏

وكان أحسن من قدم رجلًا كاملًا عاقلًا مشتغلًا بالعلوم إلى أن بلغ منها ما يروم حتى صار ‏"‏ المدرس ‏"‏ علمًا عليه بالغلبة لكثرة دروسه‏.‏

وسافر إلى الديار الرومية سنة 1070‏.‏

وتقرر في مدرسة الرستمية وغيرها‏.‏

وكان ملازمًا للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن مات‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إبراهيم‏.‏

مات ولم يعقب‏.‏

وأعقب أحمد المدرس الفاضل المشهور حامل لواء المنظوم والمنثور ‏"‏ و ‏"‏ صاحب التصانيف المفيدة والرسائل العديدة‏.‏

وكان مدرس المدرسة الرستمية التي برحبة حارة الأغوات‏.‏

وسافر إلى الديار الرومية وحصل له قبول وإقبال‏.‏

ورجع إلى المدينة المنورة بجملة من المال‏.‏

وتوفي بها سنة 1135‏.‏

ومولده بها سنة 1070‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد علي وصالحة والدة تاج الدين إلياس‏.‏

فأما محمد علي فكان رجلًا حاذقًا ذكيًا‏.‏

وباشر الإمامة في المحراب النبوي‏.‏

ثم حصل له بعض سفاهة بعد تلك النباهة ففرغ بجميع وظائفه وتعلقاته وذهب إلى مكة المكرمة فأقام بها إلى أن توفي بها فقيرًا سنة 1165‏.‏

وأعقب بنتًا تسمى نفيسة‏.‏

تزوجها الخطيب يحي الغلام‏.‏

ثم طلقها‏.‏

وهي موجودة اليوم‏.‏

‏"‏ بيت المالكي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى مذهب الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - وإليه ينسب كثير بالمدينة المنورة خصوصًا المغاربة‏.‏

ولكن صار علمًا بالغلبة على أهل هذا البيت‏.‏

وقد سبق ذكرهم في بني عمهم ‏"‏ بيت البري ‏"‏ في حرف الباء‏.‏

بيت المرعشي ‏"‏ بيت المرعشي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى مدينة مرعش بلدة مشهورة بالروم وأول من قدم منهم المدينة المنورة موسى بن خليل المرعشي سنة 1065‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا‏.‏

وكان من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين‏.‏

وكان له محبة عظيمة في أهالي المدينة واعتقاد حسن‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين‏.‏

وأحسن فيها غاية الإحسان‏.‏

ولم تزل في أولاده وأولاد أولاده إلى الآن‏.‏

وتوفي سنة 1130‏.‏

ورزقه الله تعالى ذرية صالحة بكثرة من أولاد وبنات‏.‏

وبلغني أن يوم موته ضبطوا أولاده وبناته وأولادهم فبلغوا ثمانين نفرًا‏.‏

فمن أولاده‏:‏ خليل ومصطفى وحسن وأبو بكر ومحمد وإبراهيم وأحمد و ‏"‏ من بناته ‏"‏‏:‏ عائشة وفاطمة وزينب وحفصة وصالحة‏.‏

فأما خليل فكان رجلًا مباركًا وملازمًا للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن مات سنة موسى‏.‏

مات شابًا في سنة 1140‏.‏

وأعقب صهرتنا صفية‏.‏

ومولدها في سنة 1118‏.‏

ووفاتها سنة 1185‏.‏

وكانت امرأة صالحة‏.‏

وهي زوجة الشيخ عبد الخالق القبيطي المغربي والدة أولاده جميعًا‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف القاف‏.‏

وأما مصطفى فكان رجلًا مباركًا‏.‏

وشارك والده في مشيخة الفراشين‏.‏

وشارك أيضًا أخاه فيها‏.‏

وكان كثير المزاح خفيف الروح إلى أن كف بصره‏.‏

وتوفي سنة 1160‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ نعمان‏.‏

وتوفي في حياته عن بنت تسمى فاطمة زوجة الريس محمد أبي العز الحنبلي والدة أولاده‏.‏

وتزوجت بعد موته على السيد أبي بكر الجامجي وهي والدة أولاده‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف الجيم‏.‏

وهي موجودة اليوم‏.‏

وأعقب عائشة زوجة السيد محمد خليل الأركلي والدة أولاده‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف الألف‏.‏

وخديجة زوجة محمد صالح حمودة الإسباهي‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف الحاء‏.‏

وأما حسن فكان رجلًا ‏"‏ متكلمًا ‏"‏ متحركًا‏.‏

سافر إلى الديار الهندية وحصل له قبول وإقبال‏.‏

ورجع بجملة من المال‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد معصوم وفاطمة زوجة عبد الله زيتوني‏.‏

فأما محمد معصوم فكان رجلًا متحركًا جدًا أكثر من أبيه‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين‏.‏

وصارت بينه وبين أعمامه عداوة عظيمة في شأن المشيخة‏.‏

وسافر إلى الديار الرومية نجابًا من طرف شيخ الحرم‏.‏

ورجع من الشام‏.‏

ثم سافر مرة ثانية إلى العراق فتوفي في الطريق‏.‏

ولم يعقب سنة 151‏.‏

وأما أبو بكر فكان رجلًا مباركًا تولى مشيخة الفراشين ولم تطل مدته‏.‏

وتوفي فجأة‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الرحمان وحفصة زوجة إبراهيم بالي والدة ولده أحمد‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف الباء‏.‏

وأما عبد الرحمان فمولده سنة 1134‏.‏

وهو رجل كامل‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين مشاركًا مشاركًا لابن عمه موسى في النصف‏.‏

وتوفي سنة 1192‏.‏

وله ولد كبير‏.‏

أكبر أولاده أيضًا‏:‏ محمد صالح ومحمد أمين وهما موجودان الآن متوليان مشيخة الفراشين في النصف والنصف الآخر لابن عم أبيهما موسى المزبور‏.‏

وأما محمد بن موسى فكان رجلًا مباركًا‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ يحي ومحمد أمين‏.‏

فأما يحي فتوفي عن بنت موجودة الآن‏.‏

وأما محمد أمين فكان أيضًا في وجاق القلعة السلطانية‏.‏

وكان شجاعًا بطلًا‏.‏

وتوفي بالعوالي مخرجًا من المدينة سنة 1174‏.‏

ودفن ببقيع المدينة المنورة‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا ورحمة وآسية‏.‏

وأما إبراهيم بن موسى فأعقب عبد الرحمان الخياط المتوفى سنة 1170‏.‏

وموسى المفقود إلى اليوم‏.‏

وأما أحمد فكان رجلًا مباركًا صالحًا‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين مشاركًا لأخيه مصطفى‏.‏

وسافر إلى الروم والشام ومصر وحصل له قبول وإقبال‏.‏

وتحصل على جملة من أموال‏.‏

وتوفي بعد رجوعه إلى المدينة النبوية سنة 1163‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد عبد الله ومحمد عبد الله وخديجة ورابعة وحفصة والدتهم فاطمة بنت فتح الله الحلبي المتوفاة سنة 1175‏.‏

وكانت امرأة كاملة عاقلة‏.‏

فأما أحمد عبد الله فمولده سنة 1124‏.‏

ونشأ نشأة صالحة حتى صار لا نظير له في المدينة المنورة في الرفاهية التامة التي قل أن تكون لأحد‏.‏

وصار خطيبًا وإمامًا‏.‏

ثم فرغ بهما بعد مباشرتهما مدة‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين مشاركًا لأخيه‏.‏

وكان صاحب إكرام وإطعام الطعام‏.‏

وسافر إلى بغداد مرارًا عديدة‏.‏

وحصل له فيها قبول وإقبال وحصل جملة من الأموال‏.‏

وتزوج بنت العارف بالله الشيخ محمد الخصاصي ولم يعش له منها ولا من غيرها أولاد‏.‏

وتوفي سنة 176‏.‏

وأعتق جملة من العبيد الحبوش وأوصى لهم ثلث ماله‏.‏

واغتنى كثير من طرفه ممن كان يتردد عليه منهم علي بالي وغيره‏.‏

ويحكى عنه أشياء كثيرة من الكرم الذي فعله مع الناس‏.‏

وأما محمد عبد الله فمولده في سنة 1142‏.‏

ونشأ نشأة صالحة‏.‏

وتولى مشيخة الفراشين أصالة ومشاركًا لأخيه‏.‏

وسافر إلى الروم مرتين وإلى مصر والشام والصعيد‏.‏

وكان ذا أخلاق رضية وكمالات مرضية‏.‏

ولكنه كان كثير الإسراف حتى تحمل الديون إلى أن أدركته المنون‏.‏

فتوفي في صفر سنة 1177‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ صهرنا موسى وأم هانئ وأسماء وأم الفرج‏.‏

والدتهم عيالنا فاطمة بنت عبد الخالق القبيطي‏.‏

وقد سبق ذكرها في حرف القاف‏.‏

وأما موسى فمولده سنة 1168‏.‏

ونشأ نشأة صالحة وتولى مشيخة الفراشين أصالة بعد والده أربع سنين‏.‏

ثم شاركه ‏"‏ فيها ‏"‏ ابن عم أبيه عبد الرحمان في النصف‏.‏

وسافر إلى بغداد مرتين‏.‏

ورجع إلى المدينة المنورة‏.‏

ثم سافر إلى الديار الرومية وحصل منها أموالًا علية‏.‏

ولكنه أنفق ‏"‏ ها ‏"‏ في غير محلها‏.‏

ولا يدرى كيف أنفقها‏.‏

وأما أم هانئ فمولدها في سنة 1172‏.‏

وزوجناها في سنة 1190 على ابن عم أبيها محمد صالح بن عبد الرحمان‏.‏

وله منها أولاد ماتوا ولم يبق إلا واحد الآن‏.‏

وأما أسماء فمولدها في سنة 1175‏.‏

وأم الفرج سنة 1176‏.‏

وهما باقيتان لم تتزوجا‏.‏

وأما خديجة بنت أحمد فمولدها في سنة 1130‏.‏

وهي زوجة صاحبنا الشيخ محمد سعيد سفر والدة أولاده‏.‏

وتوفيت سنة 1168‏.‏

وأما رابعة ‏"‏ بنت أحمد ‏"‏ فهي زوجة الشيخ أحمد بن حسن الكردي والدة الشيخ محمد أبي الفرج‏.‏

وتوفيت سنة 1173‏.‏

وأما حفصة ‏"‏ بنت أحمد ‏"‏ فتزوجها الشيخ أحمد المزبور بعد أختها ولم تعقب‏.‏

وتوفيت سنة 175‏.‏

وأما عائشة بنت موسى أفندي الكبير فكانت امرأة صالحة‏.‏

وتزوجت على ولي الدين أفندي الرومي‏.‏

وولدت له خديجة‏.‏

وأما فاطمة بنت موسى ‏"‏ أفندي ‏"‏ الكبير فتزوجت على العلامة الشيخ محمد أمين سفر‏.‏

وولدت له‏:‏ مصطفى وأحمد ومحمد سعيد وأسماء‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف السين‏.‏

وأما زينب ‏"‏ بنت موسى أفندي الكبير ‏"‏ فتزوجت حسن أفندي الزيتوني‏.‏

وولدت له‏:‏ محمدًا وعبد الله‏.‏

وقد سبق ذكرهما‏.‏

وأما حفصة بنت موسى أفندي الكبير فتزوجت موسى أفندي الطرنوي‏.‏

وولدت له‏:‏ محمدًا وأحمد وفاطمة وزينب‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف الطاء‏.‏

وأما صالحة بنت موسى أفندي الكبير فتزوجت أحمد أفندي الكوراني وولدت له فاطمة وزينب‏.‏

وقد سبق ذكرهما بيت المحمدي ‏"‏ بيت المحمدي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى بني محمد قبيلة مشهورة من عرب درعة من بلاد صحراء المغرب‏.‏

أول من قدم منهم المدينة المنورة في حدود سنة 1140 الأخوان الشقيقان الحاج أبو بكر والحاج محمد فلم يزالا مجتهدين في طلب الدنيا حتى حصلا شيئًا كثيرًا من الدنيا‏.‏

وتوفي أبو بكر في مكة المكرمة سنة 1166‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد أمين ومحمد سعيد ومحمد صالح‏.‏

فأما محمد أمين فمات في طلب الدنيا وحبها - والعياذ بالله - واحتار من أي جهة يأخذها وتعاطى جميع الأشياء التي تجلبها‏.‏

وإذا رآه الرائي ظنه من أحد الفقراء رث الحالة في كل حالة‏.‏

وأما أخواه فأنفذا ما عندهما‏.‏

وهما أشبه به في حالته‏.‏

وأما محمد المزبور فهو بجمع المال مشهور‏.‏

وإذا رآه الرائي يظنه مقطوعًا مكسورًا‏.‏

وكف بصره في آخر عمره فطلب منه طبيب شيئًا ليداويه فأبى إلا الحالة التي هو فيها‏.‏

وتزوج امرأة بيت المديني ‏"‏ بيت المديني ‏"‏‏.‏

نسبة إلى المدينة‏.‏

ويسميهم أهل المدينة اليوم ‏"‏ بنات المدن ‏"‏ واختلف في حقيقتهم ونسبتهم - فالله أعلم - أنهم أشبه بالنخاولة نسبًا ومذهبًا‏.‏

والجزارة منهم‏.‏

وهم يسكنون في أطراف المدينة في الأحوشة‏.‏

وكلهم شيعة شنيعة كالنخاولة في جميع أحوالهم‏.‏

ولهم مكائد ودسائس مع أهل السنة لا تحصى‏.‏

- قبحهم الله تعالى -‏.‏

بيت مكي أفندي ‏"‏ بيت مكي أفندي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى مكة المكرمة‏.‏

أصلهم محمد مكي أفندي بن ولي الدين الرومي‏.‏

قدم أبوه المدينة المنورة في حدود سنة 020‏.‏

وكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا من أعظم المدرسين وأكرم المجاورين‏.‏

‏"‏ و ‏"‏ جاور بمكة سنة 1025‏.‏

وولد له ولد فسماه ‏"‏ مكي ‏"‏‏.‏

فنشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلوم وبلغ منها ما يروم‏.‏

ونشأ في حجر زوج أمه العلامة رضوان ابن عبد الله الرومي‏.‏

وكان رجلًا فاضلًا كاملًا عالمًا تولى بالمدينة نيابة القاضي والإفتاء والتدريس‏.‏

وما كان له ولد غير ولد زوجته محمد مكي أفندي فرباه أحسن تربية حتى تأهل لجميع هذه المناصب المسطورة ونزل بها له‏.‏

ولم يزل يتقلب فيها إلى أن توفي سنة 1095‏.‏

وصار وحيد عصره وفريد دهره في جميع الأمور‏.‏

وهو مشهور وتراجمه مبسوطة تحتمل كراريس‏.‏

ولله در القائل حيث قال‏:‏ إن آثاره تدل عليه فانظروا بعده إلى الآثار وقد أنشأ الحديقة المشهورة بالقاضية‏.‏

وكانت مسكنه ومظهره والحديقة المعروفة بالبرزة بجزع العوالي والحديقة المعروفة بقربان البلاد بجزع قربان‏.‏

وقد أوقف الجميع على أولاده وأولادهم إلخ‏.‏

‏.‏

‏.‏

وهو بيدهم اليوم يقسم رؤوسية على أولاده وأولاد البنات‏.‏

وتاريخ كتاب الوقف المزبور سنة 1072‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد وعبد الرحمان وفاطمة ومريم وآسية وخديجة‏.‏

فأما أحمد فكان رجلًا فاضلًا أديبًا بارعًا‏.‏

ويقال‏:‏ إن والده المزبور قال له‏:‏ أريد أن أنزل لك بمنصب الإفتاء‏.‏

فقال له‏:‏ ما كنت أريده لك‏.‏

فكيف أريده لنفسي‏.‏

وله شعر رائق ونثر فائق‏.‏

وتوفي شابًا عن غير ولد في سنة 1110‏.‏

وأما عبد الرحمان فنشأ نشأة صالحة وطلب العلم الشريف‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ مصطفى وتوفي شابًا عن غير ولد في سنة 1138‏.‏

وفاطمة زوجة الشيخ عبد الرحمان الحجاز العمري والدة أولاده‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف ‏"‏ وعائشة زوجة الشيخ علي الخياري والدة أولاده‏.‏

وقد سبق ذكرهم في حرف الخاء ‏"‏‏.‏

بيت مكي حسن ‏"‏ بيت مكي حسن ‏"‏‏.‏

أصلهم مكي بن حسن أفندي الرومي‏.‏

قدم أبوه المزبور إلى المدينة المنورة في سنة 1040‏.‏

وكان من المدرسين في روضة سيد المرسلين‏.‏

وكان ملازمًا للمسجد الشريف غالب الأوقات إلى أن مات‏.‏

واتفق أنه جاور في بعض السنين بمكة المكرمة فرزقه الله ولدًا فسماه ‏"‏ مكي ‏"‏‏.‏

فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وتوفي مكي المزبور‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ حسنًا ومريم وعائشة وزينب‏.‏

فأما حسن فصار جوربجيًا في وجاق النوبجتية‏.‏

وتولى أمين ينبع في سنة 1132‏.‏

وانكسرت عليه جملة من حبوب الجراية والدشيشة فلم يقدر يصل إلى المدينة وسكن وادي الصفراء مدة‏.‏

ثم توجه إلى مكة وزوج بنته صالحة على الشريف أحمد بن مساعد وولدت له بنتًا اسمها ‏"‏ راية ‏"‏‏.‏

وتوفيت صغيرة‏.‏

وتوفيت والدتها بالمدينة‏.‏

وتوفي حسن المزبور بمكة المكرمة‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عمر وأبا بكر وتوفي شابًا عن غير ولد في سنة 1138‏.‏

وأما عمر فصار جوربجيًا في وجاق النوبجتية وصار محتسبًا مدة مديدة‏.‏

وكان رجلًا لا بأس أحمد‏.‏

ونشأ نشأة صالحة‏.‏

وصار في وجاق النوبجتية فصار جاوشًا ثم بيرقدارًا‏.‏

ثم تولى كتخدا‏.‏

وسار سيرة حسنة مدة إلى أن جاء الشريف سرور إلى المدينة المنورة فقبض عليه من جملة من قبض وسار به إلى مكة وحبسه عنده ثم حبسه في القنفذة وهو بها الآن‏.‏

وأما مريم ‏"‏ ف ‏"‏ زوجة الشيخ أبي بكر الحميداني‏.‏

ثم تزوجت بالخطيب أبي الفتح مغاربه وولدت له ‏"‏ سلطانة ‏"‏ زوجة الخطيب محمد الحنبلي والدة إبراهيم وأحمد وأبي بكر‏.‏

وأما عائشة فتزوجت على العم الخطيب عبد الرحيم الأنصاري ولم تعقب‏.‏

وأما زينب فتزوجت على السيد منصور نقيب زاده‏.‏

وتوفيت سنة 1168‏.‏

ولم تعقب‏.‏

بيت محمود ‏"‏ بيت محمود ‏"‏‏.‏

أصلهم محمود السندي العطار‏.‏

قدم المدينة المنورة وكان رجلًا مباركًا يتعاطى بيع العطارة مع العربان‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وأحمد‏.‏

ودخلا في وجاق العسكر وصارا من المتكلمين المتحركين في فتنة العهد الواقعة بالمدينة المنورة سنة 1134‏.‏

وتوفي محمد‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمودًا وسليمان‏.‏

وتوفي أحمد‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الله وأم هانئ وفاطمة‏.‏

فأما عبد الله فكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وصار في النوبجتية‏.‏

وتوفي سنة 1188‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وعباسًا وزبيدة ووهبة وفطوم‏.‏

فأما محمد فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وحفظ القرآن العظيم‏.‏

وصار خياطًا بباب الرحمة‏.‏

وصار من الإسباهية‏.‏

وصار جاوشًا‏.‏

ونعم الرجل هو‏.‏

وأما عباس فهو أيضًا لا بأس به كامل عاقل‏.‏

غير أن فيه حدة زائدة‏.‏

وهو الذي قتل أبا بكر شقلبها المتقدم ذكره في حرف الشين بسبب سفاهته عليه تحمل نفسه‏.‏

وصار عباس المزبور من الإسباهية‏.‏

وأما وهبة فتزوجت على عبد الله سمان‏.‏

ثم طلقها‏.‏

وتزوجها محمد أزم‏.‏

وتوفي عنها‏.‏

وأما زبيدة ‏"‏ فتزوجها حمزة بن إسماعيل بلطجي‏.‏

وهو معها الآن‏.‏

وله منها عثمان وشلبية وأمين‏.‏

وأما فطوم ‏"‏ فتزوجها محمد بن علي بالي وكلهم موجودون اليوم‏.‏

بيت مقيم ‏"‏ بيت مقيم ‏"‏‏.‏

أصلهم الشيخ محمد مقيم السندي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1115‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا مشتغلًا بطلب العلم ومطالعة الكتب العلمية وملازمًا للمسجد الشريف غالب الأوقات خصوصًا في الجماعات وصار فقيهًا في القلعة السلطانية‏.‏

وتوفي سنة 168‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إبراهيم ومحمدًا وإلياسًا‏.‏

فأما إبراهيم فمولده سنة 1130‏.‏

ونشأ نشأة صالحة‏.‏

وطلب العلم الشريف‏.‏

وكان جميل الهية لطيف الذات ظريف الصفات وبيننا بينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة من الصغر إلى الكبر ولم يشبها شيء من الكدر‏.‏

وتوفي سنة 1195‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الغفور فترك وظيفة أبيه ‏"‏ وطريقته ‏"‏ وتعاطى العسكرة في القلعة السلطانية‏.‏

وصار جاوشًا وجوربجيًا وبيت مال في القلعة‏.‏

ثم هزل من الجميع‏.‏

وهو موجود بها الآن‏.‏

وله ولد سماه إبراهيم اسم أبيه‏.‏

ولإبراهيم المزبور بنت تدعى فاطمة زوجها من الشيخ عبد الرؤوف الكردي والدة أولاده‏.‏

وأما محمد فمولده سنة 1136‏.‏

وهو رجل مبارك ملازم للمسجد النبوي غالب الأوقات‏.‏

وصار خادمًا للخطباء والأئمة ويعزم الناس في الولائم‏.‏

ورزقه الله تعالى عدة أولاد وبنات‏.‏

موجودون اليوم‏.‏

وأما إلياس فكان رجلًا من أحسن الناس وصار بوابًا للقلعة السلطانية‏.‏

واستشهد في باب الرحمة من المدعوسين يوم الجمعة 17 في ربيع الثاني سنة 1189‏.‏

ودفن بالبقيع البراني مع المدعوسين ‏"‏ في ‏"‏ ذلك اليوم‏.‏

- رحم الله الجميع -‏.‏